2012-12-15

اختيار

في البدء كانت عيناك 
قبل نفخ الشوق في ماء وطين 
وحين كان الكل مشغولاً بالسجود لك ، 
غافلتهم وقبّلتك عمداً
فكُتب عليّ أن أحمل عرش عشقك ردحاً من البوح
فاخترت أن أحمل الأمانة كاملة 
فتزوجتك .. 

2012-12-04

حتى متى؟

لا تدهشوا كثيراً .. 
النيل يسترق الحضور بيننا 
تتساقط حبات المطر .. 
والحب لا يستجدي القلوب .. 
وربما كان للحديث بقية .. 
حتى متى .. !؟ 

2012-12-02

رصاصة في الرأس للفتاة التي قالت لا


نشر في الحياة يوم 14 - 11 - 2012

يوم التاسع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، في قرية صغيرة بوادي «سوات» شمال غربي باكستان، كانت «ملالا يوسف زي»، ذات ال15 ربيعاً عائدة من المدرسة إلى المنزل في حافلة تقلها وزميلاتها. أوقف رجلان مسلحان الحافلة وبدأا بالسؤال عن «ملالا»، أشارت إحدى زميلاتها إليها، وفوراً أطلق أحدهما الرصاص ليصيبها برصاصتين في الرأس والكتف، ما جعل سائق الحافلة يضغط على دواسة البنزين ويلوذ بالفرار.
لكن ماذا فعلت «ملالا» لتستحق عقاباً بهذه القسوة وهذه الوحشية، وهي لا تزال في عمر الزهور؟
قصة «ملالا» بدأت عام 2009، عندما أصدرت حركة طالبان في باكستان قراراً يمنع تعليم الإناث، لكنها قررت تحدي القرار، وبدأت بالكتابة في مدونتها على «الإنترنت» لتوثيق ما قامت به حركة طالبان لتضمن تطبيق القرار، كتبت مرة كيف أنهم يقتحمون المنازل بحثاً عن كتب من مدارس البنات «خبأت يومها كتبي تحت السرير حتى لا تتم مصادرتها»، كتبت ملالا، نفوذ طالبان في باكستان قوي في المناطق القريبة من أفغانستان، ومنها وادي «سوات» البشتوني، كتبت ملالا كيف أنهم أغلقوا 40 مدرسة للبنات، ومازالوا يهددون ويتوعدون من تذهب للمدرسة، التهديدات لم تقتصر على الفتيات فقط بل وذويهن، ما جعل عائلة «ملالا» تلتزم الصمت لفترة بعد الحادثة خوفاً على حياة بقية أفراد العائلة.
دخلت «ملالا» في غيبوبة بين الحياة والموت، حاول الأطباء في باكستان إنقاذها، إذ تمكنوا من استخراج الرصاصتين، لكنها لم تفق بعد العملية الجراحية، ساد الحزن باكستان، إذ كان الأفراد والطلاب والطالبات في المدارس يجتمعون ليصلوا من أجل سلامتها، ثم تبرعت الإمارات بتكاليف علاجها وتم نقلها عن طريق الإسعاف الجوي إلى بريطانيا، إذ استطاع الأطباء في بريطانيا إنقاذها من موت محقق بعد اضطرارهم لإزالة قطعة من عظم الجمجمة، ليخف الضغط على المخ المتورم من جراء الرصاصة، صرح بعدها المتحدث باسم طالبان باكستان أن الحركة أقسمت أن تقتل «ملالا» إذا نجت من الموت.
أجرت «ملالا» خلال سنوات مقاومتها لقرار منع تعليم البنات في منطقتها حملات ومقابلات مع شبكات أخبار عالمية ك«السي إن إن»، وال«بي بي سي» لكن العالم لم يلتفت لقضيتها، ويشاء الله أن تكون صدمة محاولة اغتيالها سبباً في خروج المسيرات الحاشدة في باكستان وحول العالم ترفع صورها وتنادي بعقاب المعتدين وإيقافهم، حتى صارت صورتها واسمها أيقونة عالمية تذكر بقضية حرمان الفتيات من حق التعليم.
وعلى الصعيد الرسمي لقب وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك «ملالا» ب«فخر باكستان»، وأمر بتسمية مدرستها على اسمها، ومنحها «وسام الشجاعة»، وهو ثالث أرفع وسام عسكري ولا يمنح عادة للمدنيين، كما أعلنت الأمم المتحدة السبت الماضي «العاشر من تشرين الثاني (نوفمبر) عن «يوم ملالا»، وهو اليوم الذي يتم فيه اتخاذ إجراءات تركز على «ملالا» و32 مليون فتاة أخرى حرمن من حق التعليم حول العالم، 10 في المئة منهن في باكستان، وبدأت الأمم المتحدة أيضاً حملة عالمية لتعليم البنات تحت اسم «أنا ملالا»، يقودها رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون، الذي يشغل حالياً منصب مبعوث الأمم المتحدة الخاص المعني بالتعليم.

عادت حواس «ملالا» للإستجابة، لا تستطيع الكلام بعد، لكنها تتواصل مع من حولها بالكتابة، لا تزال تسأل عن كتبها المدرسية، تريد أن تذاكر للاختبارات المقبلة إذا عادت إلى باكستان ، الفتاة التي تحدت طالبان لم تثنها الرصاصة وتجربة الاغتيال المفزعة لتتوقف عن الكتابة والدراسة... شجاعة «ملالا» قهرت جبروت التطرف الديني، وأيقظت العالم ليدعم حقها ونظيراتها في التعلم. 

2012-08-17

مدينة في الذاكره

بعض أيامي توارت 
خلف أسوار المدينة والغبار 
والحوانيت التي قد كنت أدمنت التسكع عندها 
ذبلت 
من بعد ان كانت تبادلني رحيق الابتسام 
إني سأكتب في الطريق
صوتي تلاشى في الزحام 
يا ليت لي تلك المساءات التي 
كانت بها كل القصائد تستريح
يا ليت لي بعض السلام 

(أرشيف)
فبراير 2006

2012-07-11

نقابة الاطباء .. أيّ المشانق ؟؟



(وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقا) 

بهذه الآيه الكريمه كان هتاف الاطباء الشرفاء الذين احتشدوا داخل مستشفى الخرطوم في ظهر يوم التاسع من يوليو 2012 بعد أن تم الإعلان في ذلك التجمع عن قيام نقابة أطباء السودان (اللجنه التمهيديه) ، وبداية التحضير لانتخابات حره يختار بها الاطباء من يمثلهم بعد 23 عاماً من حل نقابة الاطباء وإحلال نقابة المنشأه مكانها ، حيث الطبيب والممرض والكاتب والمحاسب وغيرهم من العاملين في القطاع الصحي كلهم تحت ذلك المسمى (الهيئه النقابيه لعمال الصحه !!)
نقابة أطباء السودان لها تاريخ منذ نشأتها في الاربعينيات من القرن الماضي تحت مسمى الجمعيه الطبيه السودانيه ، ثم تغير الإسم في بداية السبعينات إلى نقابة الاطباء ، واستمرت كذلك إلى أن جاء نظام الانقاذ وقام بحل جميع النقابات وتم اصدار قانون الاتحادات المهنيه .. 
للنقابه تاريخها المشرف في الدفاع عن حقوق الاطباء ، والمحافظه على شرف المهنه ، وحقوق المرضى ، والخدمات وغيرها هذا غير دورها النضالي في الانتفاضه التي اطاحت بالمشير جعفر نميري عام 1985 م .
لا ننسى أن الدكتور الجزولي دفع الله اختير رئيساً للوزراء للحكومة الانتقاليه بعد الانتفاضه وكان نقيباً للاطباء حينها .. 
وعند حدوث الانقلاب العسكري في العام 1989 وبعد 5 أشهر قام الاطباء بتنفيذ اضراب كأول نقابه تقف في وجه الحكومه الانقلابيه حينها ، فتم القاء القبض على عدد من الاطباء وتعرضوا للضرب والتعذيب في معتقلات النظام ، ولقي الدكتور علي فضل مصرعه بسبب التعذيب اللا إنساني ، حيث تم نقله الى المستشفى العسكري بأمدرمان وجسده كله يشي بما تعرض له من أهوال يشيب لها الولدان  حيث فارق الحياة هناك بعد وقت قصير ، ليكتب بعد ذلك في شهادة وفاته أنه مات بحمى الملاريا !! 
ولا ننسى في هذه السانحه أن نذكر الدكتور مامون محمد حسين ، نائب نقيب الاطباء الذي اعتقل أيضاً في ذلك الإضراب وتم عرضه على محكمة خاصة حكمت عليه بالإعدام شنقاً !! 
وظل في السجن عدة أشهر ينتظر تنفيذ الحكم عليه بقلبٍ ثابت ، رافضاً أن يكتب استرحاماً ، ولكن الضغوطات الداخليه والخارجيه أجبرت النظام على اطلاق سراحه .. 
لمثله كتب الشاعر علي عبدالقيوم : 
أي المشانق لم نزلزل بالثبات وقارها 
أي الأناشيد السماويات لم نشدد 
لأعراس الجديد بشاشةً أوتارها 
وانضم لهذا الركب المناضل الاطباء الذين قادوا الاضراب في العام 2010 ، وتعرضوا للملاحقه والاعتقال أمثال الدكتور أحمد الأبوابي ، ولاء الدين ، ناهد محمد الحسن ، إيهاب بخيت ، الهادي بخيت وعبدالعزيز علي جامع وغيرهم ممن يضيق المجال عن ذكرهم ، فلهم جميعاً تحية النضال والحق والشرف .. 
واليوم يتواصل نضال الاطباء بإعلانهم قيام النقابه الحره التي لا تتبع لنظام او معارضه ، بل تتبع فقط لجموع الاطباء ومهنتهم ، ولأجل ترقية المهنه ، لأجل واقع صحي أفضل .. 
عاش نضال الاطباء .. 
عاش نضال الشعب السوداني .. 




2012-07-09

رفات وطن

هذا الجسد المثخن بالجراح والدموع 
لم يبق غير أن يعانق الكفن
لم يبق منه غير قطعتين
كانتا تسميان ذات يوم الوطن  
وتخرج الحشود والجموع 
وبعد أن نصلي ونذرف الدموع 
سندرك بأننا صرنا بلا سكن 
من فارق الحياة لن يعود 
لكنما لو كان بيننا يسوع
-يُحيي بإذن الله -  
ما أصابنا الحزَن 
وربما نعود كل عام 
في التاسع من يناير 
لنوقد الشموع 
فوق شاهد عليه قد كُتِب 
(هنا يرقد الوطن) 
ياليت كلنا يسوع 
ياليت كلنا يسوع 

أرشيف - الذكرى الأولى الحزينه لانفصال الجنوب

2012-06-23

يا شعباً لهبك ثوريتك

مدخل :-
يا شعباً تسامى
يا هذا الهمام .. 
اطلقوا عليها اسم (جمعة الكتّاحه) .. او أي اسم آخر ..  
هل يهم الاسم .. ! 
ما حدث اليوم في السودان في مدنه المختلفه ما هو إلا انفجار الغضب المتراكم على مدى ثلاثة وعشرين عاماً من حكم العسكر والكيزان .. حكم الطواغيت .. حكم من تسببوا في إفقار شعبنا وتشريده وتجويعه ، بل وتقسيمه إلى دولتين بعد انفصال الجنوب في حادثة تاريخيه ستظل وصمة عار في جبين من ساهموا فيها .. نعم .. فالتاريخ لا يرحم .. 
                              مسجد ود نوباوي 22-6- 2012
المحك الآن بعد انطلاق الشراره يكمن في استمرارها وتغذيتها عن طريق التغطيه الاعلاميه برفع الصور والفيديوهات على مواقع التواصل (فيس بوك) و (تويتر) ، فقد وضح جلياً اليوم تخاذل بعض القنوات الإخباريه في نقل الخبر الصادق في محاولة للتعتيم وكمثال لها قناة الجزيره وذلك للارتباط الوثيق  للنظام في الخرطوم بالنظام في الدوحه التى تدعمه معنوياً ومادياً .
ولكن أيضاً وفي المقابل نشطت قناة العربيه ومراسلها في نقل الاخبار العاجله من الميدان على شريطها الإخباري فلها التحيه على مهنيّتها .. 
يجب أيضا الإنتباه عند نقل المعلومه ونشرها حيث يجب توخي الصدق ونقل الحقيقه بلا تزييف حتى لانفقد المصداقيه ، ودعم المعلومه بالصور والفيديو ما أمكن ذلك ..
* نقاط :-  
- تبرع عدد من المحامين الوطنيين الشرفاء بالدفاع عن الثوار الذين ألقي القبض عليهم بواسطة أجهزة النظام القمعيه .. التحيه لهم .. 
- المواطنون في الأحياء لن يتخاذلوا في دعم الثوار وإيوائهم عند الضروره ، ويتوقع من جميع الشباب الخروج للشارع .. 
- إنضمت مدن ودمدني ، كوستي ، بورتسودان ، سنار ، الأبيض لركب الثوره وتلحقها بقية المدن بإذن الله .. 
- أتوقع عاجلاً أم آجلاً انحياز القوات النظاميه الى الشعب ، وبذلك لن يتبقى للنظام غير قوات جهاز الأمن ولن تغني عنه شيئاً حينها .. 
- تابعوا مجريات وأخبار الثوره على تويتر على الهاشتاق #السودان_ينتفض
SudanRevolts#
خاتمه :-
الصرخه كانت همهمه .. 
والهبّه كانت ململه ..  


                                                              شارع الستين - 22 -6 - 2012

                                                               الصحافه - 22 - 6- 2012
                                                            
                              ودنوباوي - 22 - 6 - 2012
                                             عربة قوات الشرطه متفحمة بعد حرقها من قبل ثوار الديم 
                                                                        22 - 6 - 2012

                                                              مدينة الأبيّض - 22- 6- 2012 

                                                  دعم شباب الثوره السوريه - 22- 6 - 2012 

                                                        الرصاص المطاطي - 22 - 6 - 2012


2012-06-13

خلق

بنظرةٍ منك 
أفقد  قدرتي على الصمود والثبات 
وأستحيل رضيعاً 
ليس له من الامر غير الصراخ 
وأن يبلل فراشه غير عابيء إلا بثدي يطفيء ظمأه .. 
 نعم بنظرةٍ منك 
أعود لما قبل ان أُخلق .. 
 طيناً لم تنفخ فيه الروح 
بيديك اعجنيني 
فلست اطلب غير أن أسكن معك جنة المأوى 

2012-06-06

هــــــــــــــــــــــي

أنثى .. 
خلف قناعٍ لا يشبهها .. 
امتلكتني بكلّ اقتدار .. 
غازلتني كما تشتهي .. 
شقّت صدري وأخرجت منه تلك المضغه .. 
الدفء عندها أنيق الملمس .. 
آهٍ لو كنّا .. لكننا .. ! 
عذراً .. 

2012-04-13

البيان الأول لثورة الإنقاذ الوطني 1989- قراءه بعد 23 عاماً

    أيها الشعب السوداني الكريم
    إن قواتكم المسلحة المنتشرة في طول البلاد وعرضها ظلت تقدم النفس والنفيس حماية للتراب السوداني وصونا للعرض والكرامة . وترقب بكل أسى وحرقة التدهور المريع الذي تعيشه البلاد في شتى أوجه الحياة ، وقد كان من ابرز صوره فشل الأحزاب السياسية في قيادة الأمة لتحقيق ادني تطلعاتها في صون الأرض والعيش الكريم والاستقرار السياسي ، حيث عبرت علي البلاد عدة حكومات خلال فترة وجيزة ما يكاد وزراء الحكومة يؤدون القسم حتى تهتز وتسقط من شدة ضعفها وهكذا تعرضت البلاد لمسلسل من الهزات السياسية زلزل الاستقرار و هيبة الحكم والقانون والنظام .

    إيها المواطنون الكرام
     لقد عايشنا في الفترة السابقة ديمقراطية مزيفة ومؤسسات الحكم الرسمية الدستورية فاشلة ، وإرادة المواطنين قد تم تزييفها بشعارات براقة مضللة وبشراء الذمم والتهريج السياسي ، ومؤسسات الحكم الرسمية لم تكن إلا مسرحا لإخراج قرارات السادة ، ومشهد ا للصراعات والفوضى اما رئيس الوزراء فقد أضاع وقت البلاد وبدد طاقاتها في كثرة الكلام والتردد في المواقف حتى فقد مصداقيته.

    أيها المواطنون الشرفاء
    إن الشعب بانحياز قواته المسلحة قد أسس الديمقراطية في نضال ثورته في سبيل الوحدة والحرية ولكن العبث السياسي قد افشل الحرية والديمقراطية وأضاع الوحدة الوطنية بإثارته النعرات العنصرية والقبلية في حمل أبناء الوطن الواحد السلاح ضد إخوانهم في دارفور وجنوب كردفان علاوة على ما يجري في الجنوب في مأساة وطنية وسياسية .

    مواطني الأوفياء
     إن عداوات القائمين على الأمر في البلاد في الفترة المنصرمة جعلتهم يهملون عن قصد إعداد  قواتكم المسلحه لكي تقوم بواجبها في حماية البلاد ولقد ظلت قواتكم المسلحة تقدم ارتالا من الشهداء كل يوم دون أن تجد من هؤلاء المسئولين ادني اهتمام من الاحتياجات أو حتى في الدعم المعنوي لتضحياتها مما أدي إلى فقدان العديد من المواقع والأرواح حتى أصبحت البلاد عرضة للاختراقات والاستلاب من إطرافها العزيزة في هذا الوقت التي نشهد فيه اهتماما ملحوظا بالمليشيات الحزبية .

    أيها المواطنون
     لقد فشلت الحكومات و الأحزاب السياسية في تجهيز القوات المسلحة في مواجهة التمرد وفشلت أيضا في تحقيق السلام الذي عرضته الأحزاب للكيد والكسب الحزبي الرخيص حتى اختلط حابل المختص بنابل المنافقين والخونة وكل ذلك يؤثر على قواتكم المسلحة في مواقع القتال وهى تقوم بالإشراف على المعارك ضد المتمردين ولا تجد من الحكومة عونا على الحرب أو السلام هذا وقد لعبت الحكومة بشعارات التعبئة العامة دون جهد أو فعالية.


    أيها المواطنون الشرفاء 
    لقد تدهور الوضع الاقتصادي بصورة مزرية وفشلت كل السياسات الرعناء في إيقاف التدهور ناهيك عن تحقيق أي قدر من التنمية مما زاد حدة التضخم وارتفعت الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل واستحال علي المواطن الحصول علي ضرورياتهم إما لانعدامها أو ارتفاع الاسعارها مما جعل الكثير من ابناء الوطن يعيشون علي حافة المجاعة وقد أدي التدهور الاقتصادي إلي خراب المؤسسات العامة وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية وتعطيل الإنتاج بعد أن كنا نطمع أن تكون بلادنا سلة غذاء العالم أصبحنا امة متسولة تستجدي غذاءها وضرورياتها من خارج الحدود وانشغل المسئولون بجمع المال الحرام حتى عم الفساد كل مرافق الدولة وكل هذا مع استشراء التهريب والسوق الأسود مما جعل الطبقات الاجتماعية من الطفيليين تزداد ثراء يوم بعد يوم بسبب فساد المسئولين وتهاونهم في ضباط الحياة والنظم .

    أيها المواطنون الشرفاء 
    لقد امتدت يد الحزبية والفساد السياسي إلي الشرفاء فشردتهم تحت مظلة الصالح العام مما أدي إلي انهيار الخدمة المدنية ولقد أصبح الولاء الحزبي والمحسوبية والفساد سببا في تقديم الفاشلين في قيادة الخدمة المدنية وافسدوا العمل الإداري وضاعت بين ايديهم هيبة الحكم و سلطان الدولة ومصالح القطاع العام . 

    المواطنون الكرام
    إن إهمال الحكومات المتعاقبة علي الأقاليم أدي إلي عزلها من العاصمة القومية وعن بعضها في ظل انهيار المواصلات وغياب السياسات القومية وانفراط عقد الأمن حتى افتقد المواطنون ما يحميهم ولجأوا إلي تكوين المليشيات كما انعدمت المواد التموينية في الأقاليم إلا في السوق الأسود وبأسعار خرافية .


    أيها المواطنون
    لقد كان السودان دائما محل احترام وتأييد من كل الشعوب والدول الصديقة كما انه أصبح اليوم في عزلة تامة والعلاقات مع الدول العربية أصبحت مجالا للصراع الحزبي وكادت البلاد تفقد كل صداقاتها علي الساحة الإفريقية ولقد فرطت الحكومات في بلاد الجوار الإفريقي حتى تضررت العلاقات مع اغلبها وتركت لحركة التمرد تتحرك فيها بحرية مكنتها من إيجاد وضع متميز أتاح لها عمقا استراتيجيا تنطلق منه لضرب الأمن والاستقرار في البلاد حتى أصبحت تتطلع إلي احتلال موقع السودان في المنظمات الإقليمية والعالمية وهكذا أنهت علاقة السودان مع عزلة مع الغرب وتوتر في إفريقيا والدول الاخري .

    أيها المواطنون الشرفاء 
    إن قواتكم المسلحة ظلت تراقب كل هذه التطورات بصبر وانضباط وكان شرفها الوطني دفعها لموقف ايجابي من التدهور الشديد الذي يهدد الوطن واجتمعت كلمتها خلف مذكرتها الشهيرة التي رفعتها منبهة بشدة من المخاطر ومطالبة بتقديم الحكم وتجهيز المقاتلين للقيام بواجبهم ولكن هيئة السيادة السابقة فشلت في حمل الحكومة علي توفير الحد الادني لتجهيز المقاتلين واليوم يخاطبكم أبناؤكم في القوات المسلحة وهم الذين أدوا قسم الجندية الشرفية أن لا يفرطوا في شبر من ارض الوطن وان يصونوا عزتهم وكرامتهم وان يحافظوا علي البلاد سكانها واستقلالها المجيد وقد تحركت قواتكم المسلحة اليوم لإنقاذ بلادنا العزيزة من أيدي الخونة والمفسدين لا طمعا في مكاسب السلطة بل تلبية لنداء الواجب الوطني الأكبر في إيقاف التدهور المدمر ولصون الوحدة الوطنية في الفتنة والسياسة وتامين الوطن وانهيار كيانه وتمزق أرضه ومن اجل إبعاد المواطنين من الخوف والتشرد والجوع والشقاء و المرض .


    قواتكم المسلحة تدعوكم أيها المواطنين الشرفاء للالتفاف حول رايتها القومية ونبذ الخلافات الحزبية والإقليمية الضيقة وتدعوكم الثورة معها ضد الفوضى والفساد واليأس من اجل إنقاذ الوطن ومن اجل استمراره وطنا موحدا كريما.
    عاشت القوات المسلحة حامية كرامة البلاد عاشت ثورة الإنقاذ الوطني عاش السودان حرا مستقلا ..... الله اكبر والعزة للشعب السوداني الأبي .


    عميد أ.ح عمر حسن احمد البشير 
    رئيس مجلس قيادة الثورة


    تنبيه خارج النص : ماكتب باللونين الأزرق والأحمر يعتبر من انجازات الثوره 

2012-04-10

كما بدأنا أول حبٍ نعيده


أحتاج أن أعود بك الى المربع الأول .. حيث بدأنا .. 
أحتاج أن أحبك كما بدأت اول مرة .. 
أحتاج أن أحبك بكل خلاياي ، أن تكوني أنت الكيمياء التي تنظم عمل هرمونات مزاجي ، وإنزيمات هضمي لما حولي من أحداث ومؤثرات .. 
أحتاج أن أحبك بلا تفكير .. بلا تردد .. بلا شك .. 
أحتاج أن تكوني أول ما افكر به حين أصحو من النوم .. وآخر ما يخطر ببالي حين أغمض عيني لأغفو .. 
أن أحس أنك وسادتي ودفئي .. 
أحتاج أن أشعر باضطراب في نظم قلبي حين أقرأ رسالة نصية منك .. أو أرى اسمك على شاشة هاتفي .. 
لا أحب أن تكوني حدثاً عادياً أو كأي روتين يومي أقوم به .. 
لا أحب أن اتعامل معك كتعاملي مع مرضاي .. حين اقابلهم يومياً .. فبمجرد خروجهم من عندي تنتهي مهمتي معهم .. 
أحتاج أن اتذكرك مرة أخرى بمجرد أن أنتهي من محادثتك .. كأنك لم تكوني معي قبل لحظات .. 
أن أتسلل في الخفاء في خبايا ذاكرتي بحثاً عن اشياء كنا نفعلها سوياً ، عن مشاوير مشيناها معاً ، ضحكناها معاً .. 
أحتاج أن أعيد صياغة قلبي وأعود به لضبط المصنع Factory Default   ربما أستطيع بذلك أن أعيد له شيئاً من رونق الحب في داخله عندما عثرت عليك ..  
أحتاج أن أكون كما تحبين ، لا كما أحب أنا .. 
أحتاج أن أتنفسك عند كل شهيق .. 
أن أقابلك عند منعطف كل طريق أسلكه ..  
أن أتذوقك في طعم كل كوب شاي ارتشفه على مهلي .. 
باختصار .. 
أحتاج أن أحبك مرة أخرى كما أشتهي .. 
دعينا كما بدأنا أول حب نعيده .. معاً .. 

2012-04-02

في الكرسي المقابل

  
أحاسيس كثيره وغريبه ومتداخله تنتابك عندما تضطر ان تكون في موقف معاكس لما تفعله طوال حياتك.
أن تكون طبيباً وتجد نفسك في الكرسي المعاكس – كرسي المريض - فهذا يجعلك تعيد النظر في كل ما مر بك دون ان تنتبه له ..
تعودنا ان نكون في الكرسي القوي ، فأنت الطبيب الذي تسأل والآخرون يجيبونك ، انت تطلب وتجاب ، تأمر فتطاع ، تلقي الاخبار الجيده او السيئه فيفرح الناس أو ينهار البعض . 
تابعوا معي التالي
احساس انك مريض اصلاً بايخ  .. 
لكن احياناً ، لابد مما ليس منه بد .. 
تمشي الحوادث وتدخل ، تسأل من دكتور (خ) ، نائب الاخصائي ، طبعا ماممكن اشكي للهاوس اوفيسر (الامتياز) ، يقولوا ليك مشى هسه يصلي الظهر وبجي راجع ..
طيب بصلّي وين ؟ قالوا في الاستراحه ... قلت بالمرة اصلّي انا زاتي ..
يجي من الصلاه .. يقعد هو في كرسي الطبيب وانا اقعد في الكرسي المقابل
وتبدأ الاسئله ..             
كحتك ليها كم ؟ اكتر الصباح ولا وكت تاني ؟ جافه ولا فيها بلغم ؟ بتدخن ؟
 family history and drugs
وهكذا ...الخ
كدي قوم ارقد في الكاوتش .. 
ترقد في الكاوتش .. 
تفتح قميصك .. 
يسمع صدرك بالسماعه .. شيل نفس .. 
انزل .. 
اعمل صورة الاشعه وجيبها .. 
تشيل الروشته وتمشي لضابط التأمين عشان ينزلها ليك في  استماره : ارجع للدكتور بالاستماره .. تكرار ممل . 
الدكتور ينزلها تاني في الاستماره وتمشي الاشعه .. 
حظك .. مافي زحمه .. ( مبتسم
تقابلك البنيه تقني الاشعه تستلم الاستماره وتقول ليك اقعد لي هناااااك .. 
تدخلك غرفة الاشعه .. 
اقيف هنا .. ارفع يديك .. خت راسك هنا .. لا لا انت مايل .. كده شويه .. بس .. (زيك زي الطفل) 
لمن اقول ليك تشيل نفس عميق وتمسكو .. كويس ؟ خير 
يلا .. شيل نفس .. كليك .. بس شكراً .. 
طيب استلمها متين ؟ بعد نص ساعه .. 
لكن نص ساعه دي كتيره ! – نحن بنقول نص ساعه للضمان بس لكن بتطلع قبل كده .. (سبحان الله) . 
تقعد في البنش .. عمك كبير يسألك بابتسامه ضعيفه : مالك ؟ بعد ما سمع كحتي الخرافيه .. حاجه بسيطه يا خال . 
بعد ربع ساعه تستلم الصوره .. ترجع (للدكتور) .. يعاين ليها كده .. يعد الضلوع .. والله ياخي ماشايف حاجه واضحه لكن في prominent vessels ماعارف معناها شنو ؟ 
 انت رجليك بتورموا ؟ لكن اقول ليك حاجه .. (البوص ) بجي بعد شويه نشوف رايو شنو .. 
أها قام البوص ظهر وبعد شاف العيانين كلموه ده دكتور وعيان وكده .. عاين للصوره ثواني بس وقال لي : تعال لي المسا في العياده اعمل ليك Lung Functions بعدين . خير خير .. 
مرق البوص .. قلت ليهم كدي اكتبوا لي اعمل CT chest  مقطعيه .. كتبوها .. 
وبدت رحله تانيه بعد ضابط التأمين عمل الاجراءات .. سألته : ممكن اعملها في ياتو حته .. قال في اي مكان . 
مرقنا انا والمرافقه بتاعتي (برضو دكتوره) .. مشينا المكان الاول للمقطعيه .. عاين الراجل للورق كده ورجعو طوالي : لا دي ماعندنا هنا .. واتلفت مني ... 
مشينا لمكتب التأمين التاني قال دي إلا في (المحل الفلاني) .. اتحركنا عليه وصلنا في حر عجيب وبعد المشوار ده قالوا ماعندهم .. طيب يا أهل الله وين بتتعمل ؟ والله غالباً دي يا في كده أو كده .. لا حول ولا قوة الا بالله .. 
مشينا المحل التالت ، اول ما الموظف شاف شعار التأمين رجع يده للوراء كمن لدغته عقرب وهذا الوصف ليس للمبالغه والله شهيد .. انا قبل ما هو يقول حاجه ابتسمت من (المغسه) ومديت يدي صافحته وقلت ليه : حركتك دي اوفت ووضحت المقصود .. شكراً .. قال لي ناس التأمين ديل ماقاعدين يدفعوا لينا ، شوف مركز غيرنا . 

تااااني رجعنا الحته الاولى ديك ولقينا موظفه تانيه غير الولد الثقيل داك .. اديتها الورق ، طوالي قالت : دي بتتعمل في (....) ، لكن محتاج تعمل خطاب من ادارة التأمين جنب حديقة القرشي اولا .. يا الللللللله .. يعني إلا بكره .. خير .. 
المسا جيت لي البوص لقيتو (مرق و راجع ) حسب السكرتيره .. الانتظار الصعب .. 
قعدت وشغلت أغنية ابوعركي لحدي ما جا .. 
قال نعمل وظائف الرئه .. 
اقيف .. امسك الجهاز وانفخ شدييد .. تمااام .. يلا مرة تانيه وتالته .. شكراً .. والله طلعت طبيعية .. 
كدي اعمل المقطعيه وجيبها نشوفها .. 
تمشي تاني يوم للCT  ، والغريبه برضو ماكان في زحمه ، دخلت طوالي ، يرقدوك في تربيزه طويله بتتحرك ورا وقدام تحس كأنك داخل قبر .. 
يقولوا ليك تجي للنتيجه بكره آخر اليوم  ، تجي بكره وتستلمها تلقى كاتبين ليك ريبورت مفاجيء يخليك تقيف مساااافه .. تشيلها توديها لأخصائي أشعه تاني second opinion as requested يفاجئك اكتر من الاول ، والله  ياخي الرئه تمام لكن (......) .. كلام محذوف عمداً هنا ، وينصحك انك تعمل موجات صوتيه  للبطن ، غايتو جنس خلعه يدخلوها فيك الدكاتره ديل ، يخلوك تنسى قصة كحتك دي(كلو كلو) وتبدأ تكابس في قصه تانيه .. 
تمشي الموجات .. موظف الحجز قال الا نجي يوم الثلاثاء القادم ، قلت ليه ياخي انا (دكتور) انت بس دخل الورقه دي للاخصائي ..
والجو غبار وكتاحه وحر .. يعني مزاجك الا يتصلح بالصدفه  .. 
دخلوني بعد شويه .. ارقد .. ارفع قميصك .. الprobe يسرح ويمرح فيك  .. والدكتور يقول ليك : والله فعلا المسأله دي ماااا طبيعيه لكن انا ماقادر اجزم واحدد بالضبط الفي شنو !!! هسه عليك الله ده ما إحباط ! مرقنا . 
(هنا في كلام محذوف مافي داعي اوريكم فيها شنو الموجات .. بطلوا الشمار ) .. 

تعمل فيها عندك كحه يقولوا ليك كحة شنو ، انت قصتك اصعب .. جنس عذاب .. دي زي ما بقول محمد عبدالماجد زي موسى الزومه يضيع ضربة الجزاء يقوم الحكم يفاجئه يعيدها .. من الخلعه يضيعها تاني .. يبقوا عليه اتنين ، خلعه وضياع قوون .. ده ما موضوعنا .. تخريمه ساكت .. ( وغمزه للوصيفاب ) .. 
والله إبرة الحقنه بتاعة العينه للمعمل حاره ، وكمان يشيل ليك العينه ولد وشو زي قفاه .. يعني حتحرقك حتحرقك . 
وين البنات الرقيقات البخففوا عذاب شيل العينات .. ! الشعب يريد بنات لأخذ العينات .. 
المهم الدكتور بتاع الباطنيه شاف ورقي ، وبرضو هبش بطني ، وقال الموضوع ماااااااواضح وماقادر يحدد . 
دي المره الرابعه في خلال 3 يوم ارقد في الكاوتش ، احساس بايخ وسخيف لكن نسوي شنو ! 
 - كدي اعمل لي الفحص ده ومعاه مقطعيه للبطن ، ولو النتيجه طلعت لحدي التلات جيبها ولو اتأخرت انا حأمشي لندن اسبوع كده وبجي راجع .. 

أها المقطعيه بتاعة البطن دي برنامج براها .. 
قالوا نجي الساعه 9 ص .. جينا .. 
تجيبوا الكونتراست contrast .. جبناه .. 
ادينا التقني كيس الحاجات شالوا وجانا بعد ساعه قال جيبوا كرستالتين مويه عشان يخلط فيها الكونتراست ، جبناها ، خلطه واداني المويه وقال اشرب كرستاله ونص خلال ساعه ونص ، وما آكل .. عملت ده كلو .. قال اركب كانيولا (فراشه) ، مشينا للممرض الفلبيني (ما عندي حظ القى فلبينيه) ، اول مره ركبها غلط ، اعتذر لي وجاب واحده تانيه برضو ركبت بعد محاولتين .. موجعه .. أتاري نحن نطبز في الشفّع ديل سااااي وما حاسين بيهم .. ! 
دخلت للصوره الساعه 2 ظ .. الكونتراست لمن يمشي في الوريد ساااااااااااااقط (يعني باااااااااااارد) . 
بعد داك الاخصائي بتاع الاشعه عمل لي حركات وقال الريبورت الا المسا (في كلام كتير هنا عن طريقة تعامله معاي بثقاله برغم إنو عارف اني دكتور لكن بدون تعليق) . 
المسا جيتو قال انو راجع كل صوري بما فيها الصدر وانو غالبا عندي Pulmonary.HTN ! عليكم الله شوفوا جنس الخلع البسووا فيها الناس ديل .. ! 
طبعا بعد كده الecho اصبح واجب .. عملتو وكان طبيعي .. بلا بتاع بلا هناي ، الله يقطع قلبكم زي ما قطعتو قلبنا .. ده طب شنو ده .. انا ماشي اشتغل حاجه تانيه .. في أي اقتراحات ..؟ 
الكرسي المقابل مخييييييف جداً !  

2012-03-28

التأليم العالي .. والطب .. وتنظير الوزير

اقتباس : (وطالب حميدة وزارة التعليم العالي بضرورة اعادة النظر في قبول الطلاب للدخول لكليات الطب ، ودافع حميدة عن طريقة اختيار الاطباء للوظائف العامة وقال إن الاختيار يتم وفقا للمعايير العلمية البحتة لمزيد من التجويد للعملية الصحية، نافيا تشكيكهم في الشهادة الممنوحة من قبل المجلس الطبي للأطباء) .. المصدر : من لقاء لسيادة وزير الصحة بولاية الخرطوم ، د.مأمون حميده بتاريخ 26 مارس 2012 . 
نعم يجب أن نعترف أن التعليم الطبي يحتاج لمراجعات كثيره
 ولكن ! أين أس البلاء ؟

أولاً : سياسات التعليم العالي بالتوسع دون أسس منهجيه تضمن تأسيس كلية طب تخرج فعلا اطباء تنتفع منهم البلد ، وليس لمجرد ارضاء قبيله أو منطقه أو حاشيه ، خلاص حنعمل ليكم كلية طب ! أها خمّوا وصرّوا 

ثانياً : ذات السياسات سمحت للوجهاء من القوم بفتح كليات طب خاصه دون أن يفرض عليهم تأسيس مستشفيات ترقى لمستوى كلمة (تعليميه) ، والحديث هنا عن وزير الصحه - ولاية الخرطوم ، الرأس مالي مامون حميده ، الذي يبني مستشفى الزيتونه بالملايين ويعجز عن توفير خدمات ولاده بمستشفى البان جديد الذي يقع تحت مسؤولية الجامعه التي يملكها لتلد امرأة سودانيه في الشارع العام أمام المستشفى الذي أفقره وهدمه بعد ان آل اليه .. وكذلك مستشفى الاكاديميه الذي حدث ولا حرج عن مستوى الخدمات فيه (بشهادة الأطباء) .. هذا غير الحديث عن تدنّي نسب القبول في بعض الكليات الخاصه .. 

ثالثاً : سياسات الإبعاد لأساتذة الجامعات المتمثله في الإحاله للصالح العام في بداية عهد الانقاذ ، إلى التضييق على كل من لم ينتمي لتنظيمهم ، وكل من يعارضهم وإن كان أكفأ الاكفاء ، مما حدا بالعقول المستنيره الى الهجره والعمل في بلاد تحترمهم وتحترم عقولهم ، هذا غير الحديث عن الرواتب الضعيفه للأساتذه وغيره الكثير .. وكمثال : أنا تخرجت من جامعة الجزيره قبل 7 أعوام أو يزيد ، هل تدرون كم عدد أساتذة التشريح لدينا في ذلك الوقت : إثنان فقط ، في كليةٍ نالت عام 2001 حسب ما اذكر جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم لأفضل كلية طب بالوطن العربي (يظهر العميد في الصوره وهو يتسلم الجائزه) بعد تنافس شرس مع أعرق الجامعات .. فما بالك بكليات الطب في الولايات الاخرى ؟  

رابعاً : سياسة قبول ابناء الشهداء وابناء العاملين بالتعليم العالي  ، الأولى كان أن يقبلوا بالمجان وتدفع لهم رواتب بدلاً عن قبولهم بنسب أقل من النسبه المحدده للكليه دفعاً للشبهات وفي ذلك ايضا وفاء لأهلهم .. أما عن اختراع امتحانات خاصه (للمجاهدين) والدبابين فهذا يستحق جائزة نوبل ! 
خامساً : سياسات قبول الأعداد الهائله غير المتناسبه مع عدد الاساتذه ولا مع حجم المستشفيات المتوفره للكليه المعنيه .. 
سادساً : مثال : أذكر ان جامعة الفاشر كلية الطب في وقت ما كانت تحصل على الجثث للمشرحه من جامعة الجزيره ، وطلابها يتوزعون في السنة الاخيره بين الخرطوم والجزيره لدراسة العلوم السريريه .. أيّ هوان ذلك! 
سابعاً : سياسة التعريب وقد اكتوينا بها ما اكتوينا .. بعيداً عن ضعف اللغه الانجليزيه أصلا للقادمين من الثانوي ..  
ثامناً : الطالب لم يعد يفهم أنه طالب وليس تلميذ والفرق كبير ، فقد انتهت بدخول الجامعه مرحلة الإطعام بالملعقه ، والدور الملقى على الطالب لا يقل عن الاستاذ ، ولكن الطلاب (أو لعلهم التلاميذ) - دايرين الساااهله - ورق مطبوع ومذكرات ولا يريدون البحث في المراجع .. يا حسرتاه .. 
تاسعاً : حتى بعد التخرج تواصل الدوله تخبطها ، فتسمح بتوزيع اطباء الامتياز في مستشفيات تسمى مجازاً بالتعليميه ، وأنا اصطلاحا أسميها (تأليميه) ، لاتصلح لتقديم خبره عمليه كافيه لطبيب حديث التخرج ربما يظل بلا تخصص طوال عمره ، فتكون الخبره القليله التي خرج بها من الامتياز هي زاده ، ولكن لقد أسمعتَ إذ ناديت حياً - ولكن لاحياة لمن تنادي والأمثله كثيره ولامجال لها هنا .. 
عاشراً : الظروف الصعبه التي يعيشها طلاب كليات الطب خارج العاصمه وربما داخلها أيضاً في الداخليات التي كانت في زمن الوزير أعلاه أفضل من فندق 5 نجوم .. فكيف يدرس الطالب إن كان لايدري كيف سيجهز قوت يومه .. 

كل ما ذكر أعلاه قطرة في بحر الاخفاقات في مجال التعليم الطبي في السودان ، وفي النهايه تلقى اللائمه على الطبيب ، وتتناول الصحف الاخطاء الطبيه وكأنها جرائم حرب ضد الانسانيه
ثم يأتي سيادة الوزير بهذا الإمتحان الجديد من بنات أفكاره ليلغي ضمنياً أهمية و جدوى إمتحان ممارسة المهنه الذي يعقده المجلس الطبي السوداني .. يعني بلّوه واشربوا مويتو
مالكم كيف تحكمون .. ! 

2012-03-25

حين أصبح الخيار الموت أو تخثر الكلام


 لماذا يظن الطغاة الصغار 
وتشحب ألوانهم 
أن موت المناضل موت القضيه .. ! 
لا خائفاً .. 
إن صوتي مشنقة للطغاة جميعاً 
ولا نادماً .. 
إن روحي مثقلة بالغضب .. "

* * * 

" لا تحفروا لي قبراً 
سأرقد في كل شبر من الأرض 
أرقد كالماء في جسد النيل 
ارقد كالشمس فوق حقول بلادي .. "

* * * 

" و بأحرف شجاعه لا تعرف السكوت 
وكلمة وصوت 
وقفوا .. صمدوا .. هتفوا 
ظلوا رواداً حتى الموت .. "