2012-01-17

عنقاء الخوف و .. طب السوبرماركت

درسنا في الجامعه أن الامراض النفسيه نوعان : امراض عصابيه (neurosis) وامراض ذهانيه (psychosis) ، مايهمني هنا هو العصابيه ، فأحاسيس مثل الخوف والقلق هي شيء طبيعي في تكوين الإنسان ، ولكنها تصبح ذات طابع مرضي عندما تصبح اكثر مما يجب وتعطل حياتك وعملك ، وتسبب لك الاحراج والمشاكل مع الآخرين ..
 الخوف من الأماكن المظلمه لازمني حتى المرحله الدراسيه المتوسطه (اعتراف خطير) ، ولست أدري حتى الآن كيف تغلبت عليه بعد تلك الفتره بحمد الله ، ولكن الخوف من الكلاب لازال يلازمني (اعتراف آخر) .
هناك أنواع أخرى من الخوف ظهرت بعد بداية الالتحاق بالعمل مثل الخوف من الإختصاصي او الاستشاري ( بالعربي كده ال Boss ) الذي تعمل في وحدته أو قسمه ، أو النائب ، فتخاف أن يبطش بك (طبعا إذا لم تقم بملء ملف المريض ، أو لم تسجل نتائج فحوصاته المعمليه ، أو لم تحضر للمرور المسائي ، أو جئت متأخرا للمرور الصباحي ، أو سئلت عن شيء يخص مريضاً تحت مسئوليتك ولم تعرفه ... الخ ) ، والبطش هنا أنواع على حسب الشخص ، فمنهم من يكتفي بنظرة حاده ومؤنبه لك ، ومنهم من يمطرك بأنواع الشتائم والتقريع ، ومنهم من يطردك من المرور ، والقليل منهم يمد يده بضربة أو ( بونيه ) .
أحد النواب ، وكنت حينها طبيب امتياز ، حين غضب مني لاختلاف طفيف في وجهات النظر اكتفى بتهميشي أثناء المرور اليومي ، كان يكتب في الملفات بنفسه ويستفسر من المرضى مباشرة ولا يسألني ، ويكتب (الروشتات) بنفسه وذلك لعدة أيام ، عادت المياه بعدها لمجاريها (طبعا هو كان مفتكر إنو بعاقب فيني ، ماعارف إنو ده أحلى عقاب لطبيب امتياز !) . 
ما يدهشني هو أن بعض الزملاء لا يزيدهم العقاب الا غياً ، فأذكر كان أحدهم يوبخ تقريبا يوميا ويظل يكرر الاخطاء نفسها كل مرة ، وطبعاً بسببه نوبخ جميعاً فتود لو أن الأرض تنشق لتبتلعك في حينها .
أما الخوف الذي رأيته في هذا البلد فهو أمر آخر ..
الخوف هنا له بذرة تنمو في أرض خصبه ، بها كل مقومات تضخيمه وتأصيله في نفوس الذين غادروا أوطانهم وقدموا إلى هنا بحثاً عن عيشٍ كريم  صعب عليهم إيجاده هناك ..
الخوف هنا كائن يمشي على قدمين ..
الخوف هنا كالعنقاء ، ذلك الطائر الخرافي الذي يبعث من جديد بعد موته ..  تُبعث عنقاء الخوف هنا مع شروق كل شمس ..
المزعج جداً في هذا الأمر هو مدى تأثيره على الاداء المهني لبعض الزملاء من الاطباء خاصة غير الناطقين بالعربيه وبعض الناطقين بها (خاصة إخواننا من دولة صديقه) ، فالخوف من الدخول في أي مشكله أو شكوى أو حتى مجرد النقاش الحاد مع المريض أو مرافقه يجعلهم يمارسون ما أطلقت عليه إسم : طب السوبرماركت !
يدخل المريض الى المستشفى لمقابلة الطبيب ، ويشكو ما به من علة ، يسمعه الطبيب ويقوم بالكشف عليه ، ثم يصف له العلاج المناسب أو يقدم له النصح المطلوب حسب حالته ، وللمريض (أو لأبويه إن كان طفلا) الحق في قبول أو رفض العلاج حسب القوانين الساريه في كل بلد على حده .. هذا هو الشيء الطبيعي عموما ..
يأتي المريض هنا وهو قد حدد (مسبقاً) تشخيصه وحدد أيضاً الفحص و العلاج المناسب ، وإنما قد أتى فقط ليكتب له الطبيب الروشته (الوصفه الطبيه) ويصرفها من الصيدليه ثم يذهب في سبيله ..
فهنا يمكن للمريض أن يطلب السوائل الوريديه كأنها زجاجة بيبسي ، والحقن كذلك ، ورذاذ الفنتولين Nebulized ، والتصوير بالأشعه وغيرها .. أما الحبوب والأدويه التي تؤخذ عن طريق الفم فهذه تطلب بشكل روتيني يومي وكأنها مجرد مياه معدنيه أو حلويات .. !
والويل كل الويل للطبيب (خاصة غير الناطقين بالعربيه) إن رفض ذلك أو حاول أن يناقش ، عندها ينعته بأنواع الشتائم مثل – بتصرف طبعاً وليس كما تقال - : (يلعن ابوك من وين  جابوك إنت) ، (إنت دكتور إنت ! إنت دكتور بهائم) ، (إنت هنا عشان تخدمني وتسوي اللي اقوله) ، (والله إنت ماتدري شي)  ... الخ ، وغير ذلك من اللهجه الحاده الآمره (للاطباء والممرضات) .. هذا غير التدخلات من بعض الإداريين وغيرهم ..
أما الطامة الكبرى فهي التفرقه في التعامل بين المرضى مواطني البلد والمرضى (الأجانب)  بشكل لا أخلاقي Non-ethical ، يبدو هذا جلياً في طريقة استقبال الطبيب للمريض وكيفية علاجه ، والتفاعل معه ، فإن كان من أهل البلد وجد كل العنايه (المحروسه بعنقاء الخوف) ، وإن كان غير ذلك فلا خوف هنا لأنه لن يتقدم بشكوى أو ماشابه ذلك وحتى إن مات فهو مجرد أجنبي !! (أين أنت يا أبوقراط) ! ..
كان نتاج كل ذلك أن فقدت المهنه هيبتها المهنيه ، وصار الطبيب مجرد كاتب لاحول له ولا قوه ، يؤمر فيطيع ، بالله عليكم كيف تفيد الأشعه السينيه في تشخيص التهاب المعده Gastritis ؟ ، وما فائدة الاستيرويدات Dexamethazone في علاج نزلة البرد Common Cold ؟ ، وما دور مضاد التتنس في علاج لدغة العقرب ؟ ،  وما فائدة مضادات التحسس Antihistamines في علاج الحمى المصحوبه (بالقشعريره) Shivering ؟ - حلوه قشعريره دي مش؟- ، هذه مجرد أمثله غيرها كثير ..
يفسر هؤلاء الزملاء الأمر بأنهم لايريدون الدخول في مشاكل ، وأن عدم معرفتهم باللغة العربيه يشكل حاجزاً بينهم وبين النصح الصحيح للمريض وتوجيهه ، ويحذرونني دائماً بأنني يوما ما سأقع في مشكلة .. أما الإخوة الاطباء العرب فيفعلونها من باب التملق وإظهار الحرص للحصول على الرضا الإداري ..
اختم حديثي هذا بمقولة للشيخ جمال الدين الأفغاني :

( أيها الدرويش الفاني : مم تخش ؟! .. إذهب وشأنك , لا تخف من السلطان , ولا تخش الشيطان !! . كن فيلسوفا , يرى الدنيا ألعوبه ! ولا تكن صبياً هلوعاً ؟! .. إنه سيان عندي , طال العمر أو قصر .. فإن هدفي أن أبلغ الغاية , وحينئذ أقول : فزت ورب الكعبة!  ) ..

2012-01-06

ذكريات الزمن القادم

وعرفت من وين ابتديك
من غير مخاوف أو شجن
وريني بس كيف انتهيك
من بعد ماصليت عليك
قِبله
وغنيت عويناتك وطن
وريني كيف احذف حضورك
ومن دفاتر شعري لونك
ومن تضاريس المدن
كيف أستقيل من ضي عيونك
وأستريح
كيف القلم كان بستبيح
رسمك
على كل المداخل والسفن
حرفك
على سرج القصايد
وبين مسامات الزمن
وريني كيف اشطب ملامحك
من ملامح كل سمحة
وكيف بدون رسمك بتصبح
دون معالم أي لوحة
وكيف أكون أنا مشتهيك
بعد أن قد كنت نقشاً
في يديك
بعد ما اخترت التوغل
في مسارب مقلتيك
بعد أن كنتِ وكنا
-ذات يوم-
تستمد الشمس منا
دفء أعيننا وتهفو
كي تداعب وجنتيك
بعد أن كنتِ التساؤل والإجابة
والمواعيد الأنيقة
والعبارات الرقيقة
والأنامل والأماسي والصبابة
وانتهاءات المعاني
واستراق الشعر سراً
خلف أنغام الربابة
بعد أن كنتِ العواصف والسكينة
والجداول والسحابة
سوف تنتحر القصائد بعد وجهك
-والهوى-
وأنا .... سأعتزل الكتابة
ثم عذراً
كيف كنت تفكرين ؟
وتنكرين منازل القمر الذي
قد عاد كالعرجون والأثر القديم ؟
وتسافرين .. وترجعين
لهفي عليك كما العصافير التي
تجتاز آفاق الأديم
لهفي على الأحلام والحب المعتق
والرؤى
والباقيات الصالحات من السنين
لهفي عليك
لو أنك استرجعت يومًا فكرتي
وبقايا أشعاري لديك
لعرفتِ أني متعبٌ
وضممتني حبًا إليك
وأنا مشتهيك
ولو بقدر اسكن قصر الشوق
أنا كنت لقيت
عنوانك وجيت
مشوار لي قلبك ومستنيك
مابين الضحكة وخيط النور وسلام الريد
وكفاية عليك 
***  ***
             ودمدني
في السابع من يونيو عام 2005 م     

2012-01-01

في زمن الغربة والارتحال .. جيل إنغازي

مقدمه :
عفواً سادتي .. لايوجد خطأ إملائي في العنوان .. 
نص :  
قابلتني السنه الجديده 2012 م وأنا أسير في طريق العوده من المستشفى إلى المنزل بعد انتهاء مناوبتي لهذا اليوم ، عفواً اقصد لذاك العام المنصرم 2011 ..  
الطريق خال من المشاة ما عداي ، لا يعكر صفو الهدوء سوى صوت بعض السيارات القليله الماره .. الإضاءة ، مع أشجار النخيل التي تتوسط الطريق ، والبرد الخفيف جدا (على عكس الايام الماضيه) ، كلها شكلت مشهداً تداعى في مخيلتي يذكرني بيوم مشابه عند نهاية العام 2009 .. مع اختلاف الأمكنه والديكور .. (ابتسامه) .. 
فمع مطلع الدقائق الأولى للعام 2010 م كنت أسير في الطريق متجهاً من حوادث الأطفال بمستشفى كسلا التعليمي إلى ميز الأطباء الكائن في مواجهة مبنى جهاز الأمن الوطني .. (غمزه بالعين الشمال)
يختلف المشهد في عدم وجود أشجار نخيل هنا (كسلا) ، وخفوت الإضاءه نسبيا ، وبالتأكيد الأسفلت الذي يختفي معظمه تحت تراب السنين المعتق برائحة الشرق .. ولكن الفرق الأهم بالنسبة لي أنه وعندما انتصف الليل تماما وأنا في منتصف المسافه أطفئت الأنوار كلها لمدة خمس ثوان   بشكل مقصود طبعاً ، (يعني بالعربي كده حتى ناس الكهرباء الثقيلين في السودان عندهم طريقتهم في الاحتفال ) .. أما اليوم وأنا في هذا البلد ، لا أحد يطفيء الأنوار ولا أحد يرميك بالبيض أو الأكياس المليئه بالماء والألوان .. فقط واصلت مسيري إلى أن دلفت إلى المنزل .. 
اكتب الآن وأنا اتناول شطيرة لابأس بها ( بالمناسبه تعريب كلمة سندوتش هو : شاطر ومشطور وبينهما طازج) ، وارتشف كوباً من الشاي الساخن ، وأفكر ، كيف يحتفل الناس بتناقص أعمارهم واقتراب قيامتهم بهذا الفرح ؟! 
نحن السودانيين نحتفل ببداية العام الميلادي كحدث ثانوي ، لأن الحدث الأكبر هو أن الأول من يناير من كل عام هو عيد الاستقلال ، أي أنه مناسبة وطنيه من الدرجه الأولى ، هذا ما يجب أن يتعلمه جيل اليوم .. 
(في زمن الغربة والارتحال 
تأخذني منك وتعدو الظلال 
وأنت عشقي 
حيث لا عشق يا سودان إلا النسور الجبال 
ياشرفة التاريخ
ياراية منسوجةً من شموخ النساء
وكبرياء الرجال ) .. 
كلما أذكر كيف غيرت الطغمة الحاكمه الآن موروثات جيل بأكمله عن طريق الآله الإعلاميه ، أتألم بشده .. هذا الجيل الذي ولد في عهد ثورة (الضياع) ، لم يكن متوفراً لهم غير مايبثه برنامج (في ساحات الفداء) ، والجلالات العسكريه ، وغيرها من الحشو الذي امتلأت به العقول غصبا عنها ، ساعدهم في ذلك المطبلين من الشعراء والمطربين الذين صكوا آذاننا بالغث من الغناء الذي يمجد الحاكم وطغمته .. حتى نشرة الأخبار جعلوا مقدمتها الموسيقيه من ذلك الهراء , ولكن الأكثر إيلاماً هو اندثار تقليد ترديد نشيد العلم في طابور الصباح في المدارس (إلا القليل منها ) واستبداله ب : صفا ... انتباه ! أي ضياع اكبر من أن نربي أطفالنا بلا نشيد وطني ، ونغرس في عقولهم النزعه العسكريه منذ سني عمرهم الأولى التي تشكل حجر الاساس في تكوين شخصياتهم مستقبلاً ! .. (وجه محبط) .. 
هذا الجيل الذي لم يستمع للأناشيد الوطنيه العظيمه لمحمد وردي والعطبراوي وعثمان الشفيع واحمد المصطفى وغيرهم ، ولم تتسن له الفرصه ليقرأ شعر هاشم صديق ومحجوب شريف والفيتوري ومبارك بشير والقدال وحميد وغيرهم ، هذا الجيل الذي نشأ على أنغام شنان وقيقم وبخيت ، و ترهات العميد يونس محمود عن الشعب السوداني البطل (أو الفضل كما يحلو للبعض) ، والكذب والخرافات عن الملائكه التي تقاتل مع الجيش ضد (المتمردين) ، ورائحة المسك المنبعثه من جثث (الشهداء) ، والنحل الذي أنقذ المشاة من الكمين ، والشهيد الذي أكمل سورة يس مع زملائه (أثناء) إنزاله داخل المقبره .. (كان الواجب عرضه على طبيب فربما لازال حياً!) .. (وجه مندهش جداً) .. 
جيل لا يعرف شيئاً عن تاريخ السودان القديم والحديث .. 
(ههنا يبتسم النهر القديم 
لبعانخي .. 
ولتهراقا .. 
وللمهدي .. 
لعلي عبداللطيف ..
ولعبدالقادر الحبوبه 
للقرشي ..
للصمود العذب في كرري .. 
وللموت الفدائي العظيم 
نذكر الآن جميع الشهداء ..
جل تاريخ السودان في الأبيات الخالده أعلاه والتي صدح بها وردي ، أنظروا كيف يشكل الشعر والفن وجدان أمة كاملة بما يحمله من موروثاتها ..
أفلحت ثورة (الضياع) في تغيير المناهج الدراسيه فأضاعت تاريخنا المجيد ، وتمخضت عن جيل لايعرف من هو عبدالرحمن النجومي ومن هو المك نمر ! 
ولا غرابة في ماحدث لجيل (الدفاع الشعبي) ، فأي أمة لا تحتفي بمفكريها وكتابها وشعرائها وأدبائها يصيبها ما أصاب الجيل المنكوب ، ف (الإنغازيون) ،  نعم قصدت كتابتها كما ترونها ، قد نجحوا في مطاردة الادباء والشعراء وصفوة المفكرين وأدخلتهم بيوت الأشباح (الاسم الذي يطلق على اماكن التعذيب في هذا العهد الكئيب) وشردتهم من وطنهم ، وحاربت نصوصهم وقصائدهم ، فكانت النتيجه تردي الذوق العام ، وغياب الوعي وانتشار الثقافه (الإنغازيه) وتردي اللغة العربيه حتى على مستوى جهاز التلفاز الرسمي للدوله ، فصرنا أضحوكة ونكتة في فم من يسوى ولا يسوى .. 
جيل لم يعد يحترم المعلم وضاعت مكانته الاجتماعيه  -  فبعد أن كان في زمن ما يغنى للمعلم ( يا الماشي لي باريس - جيب لي معاك عريس - شرطاً يكون لبيس - ومن هيئة التدريس) ، أصبحت الاغنيه (أبرا من الاستاذ وطبيب الامتياز !) -  ولا يحترم كبير السن (ويناديه : يا جلك - بضم الجيم واللام ) ، ولا الجار ، جيل الأفلام الهنديه التي خدرت عقولهم بأبطالها الهلاميين ، جيل لغة الراندوك ، جيل (راجل المرة) ، جيل يحمل دفتر المدرسه مطويا في جيب البنطلون الخلفي ، جيل (يخمس) السيجاره مع مدرس المدرسه ، ومصدر ثقافته جريدة الدار ، جيل يعرف تماما متى ستلد المطربه الفلانيه ، ولماذا طلق المغني الفلاني زوجته ، وماهي أحب مأكولات الممثل الفلاني ، ولو سألت أي منهم: ماذا تعرف عن محمد أحمد المحجوب؟ لظن أنك تسأله عن مطرب جديد في الساحه لم يسمع به بعد !! 
جيل يحتفل اليوم بعام ميلادي جديد ومنهم من لا يعرف أنه عيد الاستقلال .. (وجه غاضب) ..
كيف سيربي هذا الجيل الاجيال القادمه التي ستحكم السودان ؟ أين ذهب جيل العطاء المستجيش ضراوة ومصادمه ، المستميت على المباديء مؤمنا ، المشرئب الى النجوم لينتقي صدر السماء لشعبنا؟! 
فليحدث كل منا من يعرف من هذا الجيل عن هذا الوطن ، أو بالأصح عن ما تبقى منه ، عن رجال ونساء أفنوا عمرهم في خدمته وسعياً لرفعته دون طلب لأجر ، عن ثوار هزموا الطغاة ، عن إرث أدبي وتاريخي وانساني لن يمحى مابقيت الأرض تدور ، عن شهداءٍ لم تعبقهم رائحة المسك ، بل تعطروا برائحة تراب هذا البلد ، عن جيش هزم الاستعمار التركي دون خرافات ملائكيه ، عن شعرائنا وكتابنا واساتذتنا الاجلاء ، عن الاحترام  وعن أنفسهم .. 
وللأوطان في يد كل حر         يد سلفت ودين مستحق 
وعذرا لأني سرحت حبه كده ،كلو من مغستي بس .. (غمزه بالعين التانيه ) ..