2012-02-19

جميع الأغاني إتكالن عليك - الرحيل المر

(إنا لله وإنا إليه راجعون) .. 
الإسم الكامل : إنسان .. 
العمر : فدىً لك العمر ، ولولا الأسى لقلت تفديك الليالي الطوال .. 
البلد : إني أنا السودان أرض السؤدد .. 
الديانه : للظلم يوماً ما ركع مهما جرى .. 
المهنه : استاذ في مدرسة الشعب .. 
الفكره : أبداً لحكم الفرد لااااااااااااااااااا ، بالدم لحكم الفرد لاااااااااااااااااا .. تحيا الديمقراطيه كم نفديك يا مستقبلا .. 
مكان القبر : لا تحفروا لي قبراً ، سأرقد في كل شبر من الأرض ، أرقد كالماء في جسد النيل ، أرقد كالشمس فوق حقول بلادي ، مثلي أنا ليس يسكن قبراً .. 
يا لفقدك .. إن العين لتدمع والقلب ليحزن .. 
رحلت في هدوء .. رحلت في (موسم الشوق الحلو) وقبل الربيع .. 
رحلت قبل أن تنهد المقصله ، وقبل أن ينخلع ترباس السجن .. وقبل ختام المهزله .. 
من غيرك أعطى لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصر ؟ من غنى مثلك للوطن ؟ 
لم يغن أحد للوطن كما غنيت أبداً .. كنت الأكثر احتفاءاً به .. وتمجيداً له ولشعبه ولثوراته وشهدائه ورموزه .. 
منذ الصغر وأنا اتشرب فنك وإنشادك .. تماماً بنفس النهم والحنين الذي رضعت به ثدي أمي .. 
كان غناؤك حولي كأثاث بيتنا وفرشه .. أينما وليت وجهي فثم قصيد أو حفل لك في نواحي المنزل .. 
كنت اترنم بما تشدو أنت به حتى قبل أن ادرك عظمة معانيه .. وقبل أن أفهم موقع الوطن من الجغرافيا والتاريخ .. 
(والعمر زادت غلاوتو معاك .. وصالحني الزمان) .. 
يا أعز الناس .. 
في حضرة غناك ، كان ولا زال وسيظل ، يطيب الجلوس ويحلو الانحناء لقامتك المديده ، (لأنك محنك ، عميق الدروس ، مجيد المهابه ، مديد القوام ) .. 
تعلمت حب الوطن من استماعي لفنك الأصيل .. تعلمت أن الوطن ليس أرضاً نمشي عليها فحسب .. وليس علماً نردد له النشيد فقط ..  تعلمت أن الوطن فكرة في دواخلنا نحملها معنا أينما ذهبنا ، تحط رحالها حيث نحط  ( لو لحظة من وسن ، تذهب عني حزني ، تحملني ترجعني ، إلى عيون وطني يا وطني ) .. ، أن الوطن نغني بإسمه فخراً لنا (أبداً ماهنت يا سوداننا يوماً علينا ) .. 
أن الوطن هو (السواقي وخيوط الطواقي وسلام التلاقي ودموع الفراق) .. 
تعلمت من غنائه يا وطني أنك ( في زمن الغربة والارتحال ، تأخذني منك وتعدو التلال ) و (أنت عشقي ، حيث لا عشق يا سودان إلا النسور الجبال) .. تعلمت منه أن الوطن هو المعلم الأول (علمنا الرمايه والحجى والقرايه ، والمشي بي مهابه في الضحى والظلام ) .. 
تعلمت أن الوطن يبنى بالجميع (مكان الفرد تتقدم قيادتنا الجماعيه) .. وأن شعبنا وإن سكت على الظلم حيناً لا بد أن يثور على جلاده يوماً (الصرخه كانت همهمه ، والهبه كانت ململه ) .. 
تعلمت كيف تكون الأحلام في حق الوطن (مكان السجن مستشفى ، مكان المنفى كليه) ، (مكان الطلقه عصفوره ، تحلق حول نافوره تمازح شفع الروضه) .. يا الله .. ما أجمله من حلم .. 
غنى للشعب الذي تسامى (يا هذا الهمام) ، والشعب الثائر (تلقى مرادك والفي نيتك) ، وشعب الملحمه ، لجيل البطولات وجيل التضحيات ، غنى لشموخ النساء وكبرياء الرجال .. 
غنى للتاريخ ، لمهيره وبعانخي وتهراقا والمهدي ، لحريق المك في قلب الدخيل ، لعلي عبداللطيف وود حبوبه والماظ والقرشي وجميع الشهداء .. 
كان في ترحاله حين يشتاق للوطن (يرحل ليهو من غير زاد) .. وكنت أنا أرحل للوطن وأنا أمشي على ترابه عبر كلمات أغانيه ، كنت أكثر ما أستمع إليه رائعته (وطنا) من كلمات المتوهج محجوب شريف أمده الله بالصحه والعافيه .. أجد في كلماتها نفسي .. وعلى سلالمها أصعد إلى سدرة منتهى عشق الوطن .. يا الله .. 
كان نضاله أقوى من أي سلاح ، (أجمل من رائحة النضال لم أشم رائحه)، نضال الكلمه واللحن ، لم يتزحزح عن مواقفه (ماك هوين سهل قيادك ، سيد نفسك ميييين أسيادك) .. 
كان نضالك بصحبة العديد من الشعراء الذين صاغوا أروع الكلمات في الحب والوطن .. لهم التحيه وللراحلين منهم الرحمه .. 
هكذا تعرفت عليك ( من غير ميعاد ) وعبر بوابة الوطن ، فكنت (أجمل هديه) أهداني إياها والدي أمد الله في عمرهما .. 
كان وردي مثل اكتوبر في أمتنا منذ الازل ، كان خلف الصبر والاحزان (ومعاناة المرض) يحيا صامداً منتظراً أن يطل صبح أمتنا ، أمة الامجاد ، غنى في صباه واقفاً شامخاً كنيل بلادي ، حتى إذا أضناه السفر والمرض غنى جالساً في حضرة الوطن الجميل .. ورحل قبل أن يتشابك الشباب (شديد الزحام) .. 
(حليل الكان بهدي الغير) ، صبح جثمان .. واااااااااااااا أسفاي .. 
كنت تحمل (الحزن القديم) على وطنك .. واليوم نحن نحمل حزننا عليك أضعاف ذلك ..  فكيف أصبحت الاغاني من بعدك ؟ (جميع الأغاني إتكالن عليك) .. 
وهل كما قرأت اليوم في مكان ما ، بعد غيابك وجب التيمم ؟! 
لك الرحمه .. ودعوات الملايين من شعبنا .. وحبهم اللامتناهي ..
ساكن فيني هواك وبريدك .. جوه القلب النبضو يصونك .. 
سافر .. بالسلامه .. أنحن متين سفرنا ؟؟ .. 





2012-02-10

قوس قزح


من بعض هذا السحر كانت
تمتطي فرساً ونور .. 
زجاجتان من الشراب وكوب ماء
لو كنت اعرف ذاتها قبل التلاقي
أو كما يأتي الربيع .. ! 
لكنها جاءت غماماً
وارتحلتُ أنا

وبقيت هي قوساً من قزح ..  



( امدرمان - 2004  )