2013-09-22

ما الوطن ؟

لماذا يحس بعضنا بالحنق والغبن تجاه الوطن ؟ 
لماذا يسب البعض منا الوطن ويلعنه أكثر من لعنه الشيطان نفسه ؟ 
لماذا نذكر الوطن بسوء حين نصفه أو نتحدث عنه لغير المنتسبين له ؟ 
ماهو الوطن عند كلّ منا ؟ .. (تفكير) .. 
الوطن ليس وظيفة نبحث عنها ، إن وجدناها أحببناه وإن تعذّرت كرهناه .. 
هو ليس منزلاً فارهاً إن اقتنيناه قدسناه وإن سكنّا في فلاةٍ نظل نلعنه كلّ حين .. 
الوطن ليس عيشاً رغيداً وحياة تخلو من المشاكل والمنغصات .. 
هو ليس شعاراً على جواز السفر ، وليس مجرد طابع بريد أو عملة ورقية أو معدنية عليها عبارات تفسر قيمتها .. 
وفوق كل ذلك .. هو ليس الحاكم ، ولا الوزير ، ولا موظف الضرائب ، ولا شرطي المرور ، ولا نائب البرلمان وبالتأكيد ليس جهاز شئون المغتربين .. (ابتسامه صفراء) ..
فما الوطن ؟! 
هو التراب الذي نمشي عليه وتتعفر به ثيابنا ووجوهنا .. (غبار الحياه) .. 
هو تاريخ الأجداد ، انجازاتهم ، تضحياتهم واستشهادهم ورؤاهم للمستقبل .. 
هو حقول القمح والذره ، وأشجار النخيل وغابات الهشاب والجروف على ضفتي النيل .. 
هو ذكريات الطفولة وحكاوي (الحبوبات) وأصدقاء الدراسة وقصصهم .. 
هو دعوات الوالدين لك وأنت تغادر لعملك أو دراستك .. 
هو تجمع أسرتك بعد مغيب الشمس أمام التلفاز وحول أكواب الشاي .. (هل سكر زياده أم سكر خفيف) .. 
هو نزهة قصيرة مع الأصدقاء على ضفة النيل على فناجين القهوة ورائحتها المميزه .. ضحكاتهم .. قفشاتهم .. تفاصيلهم .. 
هو الجار الذي يبتسم لك كلما قابلك .. يزورك في فرحك وحزنك .. 
هو أولاد صغار وشباب يلعبون الكرة (الدافوري) في ساحات الأحياء .. (شبابك تشابك) .. 
هو بائع الخضر والفاكهه ، والكمساري ، وبائع الصحف ، والنقلتي ، وسيد الدكان ، وبائعة الدندرمه ، وسيد اللبن و .. و .. 
هو الحنين .. الدفء .. الحب .. العشق .. حيث لا عشق يا سودان إلا النسور الجبال .. 
هو والدتك .. ووالدك .. وزوجتك .. وأبناؤك وبناتك .. 
هو كل ذلك وأكثر .. 
هو انتماؤك لكل ما سبق ، وإيمانك بهويّتك ، بأنك جزء من كل ذلك ، تؤثر وتتأثر .. 
باختصار الوطن هو أنت .. بسحنتك وملامحك وثقافتك وإرثك .. 
لا تسبّ وطنك فتسبّ نفسك .. 
(لا تقل ماذا قدم لي الوطن ، بل اسأل نفسك دائماً : ماذا قدّمتَ أنت للوطن) ..