2011-12-05

قالها نزار قباني -- عندما كانت الخرطوم تقرأ

نصف مجدي محفور على منبر ( الوست هول ) و ( الشابل ) في الجامعة الأمريكية فيبيروت والنصف الآخر معلّق على أشجار النخيل في بغداد ومنقوش على مياه النيلين الأزرق والأبيض في الخرطوم !

طبعا هناك مدن عربية أخرى تحتفي بالشعر وتلّوح له بالمناديل ولكن بيروت و بغداد والخرطوم تتنفّس الشعر وتلبسه وتتكحّل به ..
إن قراءاتي الشعريّة في السودان و العراق لم تكن قراءات بالمعنى التقليدي لهذه الكلمة .. ولكنها كانت حفلة ألعاب نارية .. على أرض من الرماد الساخن ..
في ( دار الثقافة ) في أم درمان .. كان السودانيون يجلسون كالعصافير على غصون الشجر .. وسطوح المنازل ويضيئون الليل بجلابيّاتهم البيضاء وعيونهم التي تختزن كل طفولة الدنيا وطيبتها ..
وفي بغداد كدت أختنق في حديقة كلية التربية في آذار 1962 بجبال الحب لو لم يخطفني أحد أساتذة الكلية إلى داخل المبنى ..
وفي قاعة الخلد في بغداد حيث إنعقد مهرجان الشعر عام 1969 ظل العراقيون حتى ساعات الصباح الأولى مزروعين في القاعة وأمام أجهزة التلفزيون يتابعون القصائد بعشق يصل إلى حد التصوّف ..



2 comments:

  1. جميل جدا خاصة ..
    (كان السودانيون يجلسون كالعصافير على غصون الشجر .. وسطوح المنازل ويضيئون الليل بجلابيّاتهم البيضاء وعيونهم التي تختزن كل طفولة الدنيا وطيبتها )
    الا رحمه الله .. فعلا نموت في الشعر والكلمات الرقيقة

    ReplyDelete
  2. الذات : ده كان زمان لمن كانت الخرطوم تقرأ ماتكتبه القاهره ويطبع في بيروت

    ReplyDelete

Feel Free To Write Your Response..