2012-03-28

التأليم العالي .. والطب .. وتنظير الوزير

اقتباس : (وطالب حميدة وزارة التعليم العالي بضرورة اعادة النظر في قبول الطلاب للدخول لكليات الطب ، ودافع حميدة عن طريقة اختيار الاطباء للوظائف العامة وقال إن الاختيار يتم وفقا للمعايير العلمية البحتة لمزيد من التجويد للعملية الصحية، نافيا تشكيكهم في الشهادة الممنوحة من قبل المجلس الطبي للأطباء) .. المصدر : من لقاء لسيادة وزير الصحة بولاية الخرطوم ، د.مأمون حميده بتاريخ 26 مارس 2012 . 
نعم يجب أن نعترف أن التعليم الطبي يحتاج لمراجعات كثيره
 ولكن ! أين أس البلاء ؟

أولاً : سياسات التعليم العالي بالتوسع دون أسس منهجيه تضمن تأسيس كلية طب تخرج فعلا اطباء تنتفع منهم البلد ، وليس لمجرد ارضاء قبيله أو منطقه أو حاشيه ، خلاص حنعمل ليكم كلية طب ! أها خمّوا وصرّوا 

ثانياً : ذات السياسات سمحت للوجهاء من القوم بفتح كليات طب خاصه دون أن يفرض عليهم تأسيس مستشفيات ترقى لمستوى كلمة (تعليميه) ، والحديث هنا عن وزير الصحه - ولاية الخرطوم ، الرأس مالي مامون حميده ، الذي يبني مستشفى الزيتونه بالملايين ويعجز عن توفير خدمات ولاده بمستشفى البان جديد الذي يقع تحت مسؤولية الجامعه التي يملكها لتلد امرأة سودانيه في الشارع العام أمام المستشفى الذي أفقره وهدمه بعد ان آل اليه .. وكذلك مستشفى الاكاديميه الذي حدث ولا حرج عن مستوى الخدمات فيه (بشهادة الأطباء) .. هذا غير الحديث عن تدنّي نسب القبول في بعض الكليات الخاصه .. 

ثالثاً : سياسات الإبعاد لأساتذة الجامعات المتمثله في الإحاله للصالح العام في بداية عهد الانقاذ ، إلى التضييق على كل من لم ينتمي لتنظيمهم ، وكل من يعارضهم وإن كان أكفأ الاكفاء ، مما حدا بالعقول المستنيره الى الهجره والعمل في بلاد تحترمهم وتحترم عقولهم ، هذا غير الحديث عن الرواتب الضعيفه للأساتذه وغيره الكثير .. وكمثال : أنا تخرجت من جامعة الجزيره قبل 7 أعوام أو يزيد ، هل تدرون كم عدد أساتذة التشريح لدينا في ذلك الوقت : إثنان فقط ، في كليةٍ نالت عام 2001 حسب ما اذكر جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم لأفضل كلية طب بالوطن العربي (يظهر العميد في الصوره وهو يتسلم الجائزه) بعد تنافس شرس مع أعرق الجامعات .. فما بالك بكليات الطب في الولايات الاخرى ؟  

رابعاً : سياسة قبول ابناء الشهداء وابناء العاملين بالتعليم العالي  ، الأولى كان أن يقبلوا بالمجان وتدفع لهم رواتب بدلاً عن قبولهم بنسب أقل من النسبه المحدده للكليه دفعاً للشبهات وفي ذلك ايضا وفاء لأهلهم .. أما عن اختراع امتحانات خاصه (للمجاهدين) والدبابين فهذا يستحق جائزة نوبل ! 
خامساً : سياسات قبول الأعداد الهائله غير المتناسبه مع عدد الاساتذه ولا مع حجم المستشفيات المتوفره للكليه المعنيه .. 
سادساً : مثال : أذكر ان جامعة الفاشر كلية الطب في وقت ما كانت تحصل على الجثث للمشرحه من جامعة الجزيره ، وطلابها يتوزعون في السنة الاخيره بين الخرطوم والجزيره لدراسة العلوم السريريه .. أيّ هوان ذلك! 
سابعاً : سياسة التعريب وقد اكتوينا بها ما اكتوينا .. بعيداً عن ضعف اللغه الانجليزيه أصلا للقادمين من الثانوي ..  
ثامناً : الطالب لم يعد يفهم أنه طالب وليس تلميذ والفرق كبير ، فقد انتهت بدخول الجامعه مرحلة الإطعام بالملعقه ، والدور الملقى على الطالب لا يقل عن الاستاذ ، ولكن الطلاب (أو لعلهم التلاميذ) - دايرين الساااهله - ورق مطبوع ومذكرات ولا يريدون البحث في المراجع .. يا حسرتاه .. 
تاسعاً : حتى بعد التخرج تواصل الدوله تخبطها ، فتسمح بتوزيع اطباء الامتياز في مستشفيات تسمى مجازاً بالتعليميه ، وأنا اصطلاحا أسميها (تأليميه) ، لاتصلح لتقديم خبره عمليه كافيه لطبيب حديث التخرج ربما يظل بلا تخصص طوال عمره ، فتكون الخبره القليله التي خرج بها من الامتياز هي زاده ، ولكن لقد أسمعتَ إذ ناديت حياً - ولكن لاحياة لمن تنادي والأمثله كثيره ولامجال لها هنا .. 
عاشراً : الظروف الصعبه التي يعيشها طلاب كليات الطب خارج العاصمه وربما داخلها أيضاً في الداخليات التي كانت في زمن الوزير أعلاه أفضل من فندق 5 نجوم .. فكيف يدرس الطالب إن كان لايدري كيف سيجهز قوت يومه .. 

كل ما ذكر أعلاه قطرة في بحر الاخفاقات في مجال التعليم الطبي في السودان ، وفي النهايه تلقى اللائمه على الطبيب ، وتتناول الصحف الاخطاء الطبيه وكأنها جرائم حرب ضد الانسانيه
ثم يأتي سيادة الوزير بهذا الإمتحان الجديد من بنات أفكاره ليلغي ضمنياً أهمية و جدوى إمتحان ممارسة المهنه الذي يعقده المجلس الطبي السوداني .. يعني بلّوه واشربوا مويتو
مالكم كيف تحكمون .. ! 

2012-03-25

حين أصبح الخيار الموت أو تخثر الكلام


 لماذا يظن الطغاة الصغار 
وتشحب ألوانهم 
أن موت المناضل موت القضيه .. ! 
لا خائفاً .. 
إن صوتي مشنقة للطغاة جميعاً 
ولا نادماً .. 
إن روحي مثقلة بالغضب .. "

* * * 

" لا تحفروا لي قبراً 
سأرقد في كل شبر من الأرض 
أرقد كالماء في جسد النيل 
ارقد كالشمس فوق حقول بلادي .. "

* * * 

" و بأحرف شجاعه لا تعرف السكوت 
وكلمة وصوت 
وقفوا .. صمدوا .. هتفوا 
ظلوا رواداً حتى الموت .. "

2012-03-21

يا زمان الآهه حدك

(إنا لله وإنا إليه راجعون) .. 
قبل شهر ابتدرت نصاً مشابها بنفس الآيه الكريمه أعلاه .. 
بالتأكيد لم أكن اتخيل أنني سأكتب مرة أخرى عن فقد آخر ولم يجف بعد حبر مرثيتي الأولى في وردي ، ولم تجف بعد الدموع الثخينه على فقدٍ بحجمه ، فإذا بالوطن المكلوم يفجع برحيل علم آخر من أدبائه ، الشاعر الإنسان البسيط محمد الحسن سالم حميد (عليه الرحمه )  ..  
كتب بكل البساطه اللغويه التي تجعل شعره في متناول البسطاء .. 
كتب لكل ما يؤمن به .. الوطن .. الحريه .. الديمقراطيه .. السلام .. الإنسان .. الخبز .. 
( وطن منضوم بلا حظرِ وطواريء أحوم )  .. 
(دايرين بوسطة ومدرسة وسطى 
والشفخانة وسوق منضبطة) .. 
كتب ضد القمع .. ضد الجوع .. ضد الفقر .. ضد التسلط والقهر .. ضد الإتجار بالدين .. 
(إذكرت كلامك ليا .. 
إنو في ناس لاعبين بالدين 
وناس لاعبابا الأمريكان) ..  
 

كتب عن عم عبدالرحيم .. وست الدار .. والسره بت عوض الكريم .. 
وعن العمال اصحاب الحق .. 
(إتكلمنا كلام موضوعي 
قلنا المصنع حق الدولة .. 

والعمال أصحاب الحق 
هي اللي تقرر والتتولى 
هي البتحدد سير المصنع 
إيد العامل هي العاد تنتج 
ما المكنات الأمريكية 
زيت العامل ياهو البطلع .. 

مو المكنات الأمريكية 
ودرن الأيدي العمالية 
أنضف من لسنات الفجرة 
ودين الدقن الشيطانيه ) .. 

كتب عن فجعة الوطن الذي كان ينتظر الخلاص من مثقفيه وعماله ومزارعيه ، فإذا به يفاجأ (بالخازوق) من تحت أقدام العسكر .. 
(من الواسوق أبت تطلع 
من الأبرول أبت تطلع 
من الأقلام أبت تطلع 
من المدفع طلع خازوق 
خوازيق البلد زادت ) .. 
كتب وكتب وكتب .. 
أما أنا فقد انعقد لساني ولم استطع أن اكتب عنه أكثر .. 
فقدت بلادنا في السنوات الأخيرة خيرة كتابها وشعرائها .. 
فقد رحل عنا محمد سعد دياب ، محي الدين فارس ، الطيب صالح ، مجدي النور ، عبدالله الطيب  وغيرهم ممن لا يتسع المجال لذكرهم .. لهم جميعاً الرحمه والمغفره .. 
سيبقى ما قدموه من عطاء شاهداً على إنسانيتهم وسودانيتهم .. 
فهل يواصل الوطن نزيف مبدعيه على فرش المرض وطرق الموت ، بينما يفلت المجرمون من الموت في حطام الطائرات ليواصلوا استنزافنا .. !! 
يا زمان الآهه حدك .. 
لا تطا الورده الصبيه .. 





2012-03-20

طقس المحبين

كانت تحدثه عن جمال الطقس ، كان يحدثها عن روعتها هي .. 
فقد كانت طقسه الخاص .. 
لذلك فعندما أمطرت ذلك المساء تساقطت عليه حباً ، وكانت برداً وسلاماً على قلبه .. 
وعند شروق الشمس صارت قوس قزح تلونت ببهجته سماء عشقهما الإستثنائي .. 
يا لطقس المحبين .. !